سيد معوض: الإسماعيلي «منهار» ومسؤولوه لا يفقهون شيئاً عن الكرة
حوار إيهاب الفولى ٣٠/٥/٢٠٠٨
سيد معوض
سيد معوض لاعب لا يختلف عليه اثنان، تألق مع المنتخب الوطني في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بغانا، وكان أحد النجوم الذين رفعوا راية الكرة المصرية، وأكدوا زعامتها للقارة السمراء.
انضم مؤخراً للقلعة الحمراء ليضفي جواً من الارتياح داخل صفوفه، لكونه سينهي أزمة الجهة اليسري التي عانت من النقص خلال المواسم الماضية.
التقيناه ففتح قلبه وتحدث عن العديد من الأمور التي تخصه، ومنها أزمته الأخيرة مع ناديه السابق الإسماعيلي، وأسباب استبعاده من المنتخب أمام الكونغو، وتجربة احترافه القصيرة مع طرابزون وطموحاته مع الأهلي في هذا الحوار:
* في البداية سألناه.. ما شعورك بعد انتقالك رسمياً للنادي الأهلي؟
- الحمد لله أنني أصبحت لاعباً بالأهلي، وكل اللاعبين بمختلف ميولهم يتمنون ارتداء الفانلة الحمراء.
* إذن أنت نجحت في مخططك بالانتقال للأهلي؟
- علي الرغم من فرحتي الشديدة ورغبتي في اللعب للأهلي والتي سبق وأعلنتها خلال الموسم الماضي، لكنني عندما انتقلت لطرابزون تمنيت التألق معه والمضي في مشوار احترافي الأوروبي، ولكن العديد من الصعوبات واجهتني، أهمها عامل اللغة، حيث كنت أجد مشقة في التعامل مع زملائي بالفريق، هذا بالإضافة إلي أنني فوجئت بأن نادي طرابزون يقع في مقاطعة صغيرة جداً وهي مقاطعة طرابزون، الأمر الذي يجعلني في عزلة لم أعتد عليها، وفي ظل هذه المعوقات قررت العودة إلي مصر مجدداً.
* ولماذا لم تكن عودتك للإسماعيلي؟
- كان صعباً جداً أن أعود للإسماعيلي نظراً للظروف السيئة التي يمر بها النادي حالياً، والتي أدت إلي انهياره وابتعاده عن الفوز بالبطولات التي تنتظرها جماهيره بشغف.
* وما تلك الظروف الصعبة؟
- المشكلة في الإسماعيلي إدارية بحتة، حيث إنهم يأتون لإدارته بشخصيات لا تفقه شيئاً في كرة قدم، ولم يسبق لها ممارسة اللعبة علي الإطلاق، وبالتالي يصعب عليهم التعامل مع اللاعبين، وشحذ هممهم نحو استعادة الهيبة المفقودة للدراويش رغم أنهم كانوا يعزفون أجمل ألحان الكرة المصرية، بالإضافة إلي مزاحمتهم الأهلي والزمالك في الفوز بالبطولات، ولكن كل هذه الأمور تلاشت، وانظروا للأهلي كي تعرفوا الفارق بين الناديين، ففي الأهلي ستجدون علي رأسه حسن حمدي ونائبه محمود الخطيب، وكلاهما يمتلك تاريخاً كبيراً في اللعبة يؤهلهما للتعامل بكفاءة واقتدار مع فريق الكرة، الأمر الذي أدي للنجاحات الرائعة التي حققها النادي خلال السنوات الأخيرة.
* وهل بإمكان الإسماعيلي تحقيق بطولة لو توافرت مثل هذه القيادات؟
- دون شك لو حدث ذلك، فلن يقف أي فريق في وجه الإسماعيلي الذي يمتلك أفضل عناصر في مصر، ويكفي أن المنتخب الوطني يضم بين صفوفه سبعة لاعبين من أبنائه.
* ولماذا تأزم الموقف بينك وبين الإسماعيلي لهذه الدرجة؟
- لأن سعد الجندي، رئيس النادي الحالي، حاول أن يصبح بطلاً شعبياً علي حسابي ليروج لنفسه، ويدعي إنه يسعي لمصلحة الإسماعيلي، وظل يضع العراقيل أمامي كي يحرمني من اللعب للنادي الأهلي ليستغل العلاقة المتوترة بين جماهير الناديين ويظهر هو بمظهر المنقذ للدراويش، وقد حاول بكل قوة إفساد انتقالي للأهلي لكنه لم يفلح.
* كيف ذلك؟
- قبل بيعي النهائي لطرابزون عرضت عليه أن أحضر له ٩٠٠ ألف دولار من النادي الأهلي ونكمل الصفقة تلبية لرغبتي، لكنه رفض بشدة وقال لي: «لن أبيعك للأهلي مهما حدث الأمر»، وقام بدوره ببيعي بنفس القيمة للنادي التركي والذي باعني للأهلي بمليون و٢٠٠ ألف دولار، أي بفارق ٣٠٠ ألف دولار تحملتها كاملة من جيبي الخاص كي أحقق حلمي بارتداء الفانلة الحمراء.
* إذن لهذا السبب تطالب بنسبة الـ٣٠% لدي الإسماعيلي من وراء بيعك لطرابزون؟
- لو كانوا باعوني للأهلي دون إثارة أي مشكلات، ودون أن أدفع أموالاً من جيبي الخاص، لم أكن أطالبهم بشيء، لكنهم حاولوا عرقلة انتقالي للأهلي بشتي السبل، هذا بالإضافة إلي ما دفعته، فكيف أتنازل عن حقي، وهم لا يستحقون، ويكفي أنني في إحدي المرات قمت بالاتصال بأحد المسؤولين وقلت له بالحرف الواحد: «ساعدوني فأنا ابن من أبنائكم».. فرد علي بقوله: «ليس لنا أبناء»!
* وكيف وضعت شرط الـ٣٠%؟
- خلال شهر يناير الماضي، عندما كان يحيي الكومي يتولي رئاسة النادي تم الاتفاق علي بيعي للنادي الأهلي، وبالفعل تم دفع الشيكات الخاصة بانتقالي، ولكن المجلس عارض بشدة إتمام الصفقة وتصدوا لقرار الكومي، وتم تجميد الصفقة وفي هذا التوقيت جاءني عرض طرابزون وكانوا يرغبون في استعارتي نظير ١٢٠ ألف دولار لكن مجلس الإدارة رفض وتمسك بالحصول علي ١٥٠ ألفاً، وكادت إعارتي تفشل لكنني تحملت الـ٣٠ ألفاً كي أرحل عن هذه الأجواء الصعبة، وعند صياغة عقد الإعارة تم وضع بند يفيد بأنه في حالة بيعي النهائي لطرابزون فإنني أحصل علي ٣٠% من قيمة الصفقة وهو ما حدث، وعندما طالبت بحقي قامت الدنيا ولم تقعد، رغم أنني لم أغضب عندما رفضوا بيعي للأهلي وحملوني ٣٠٠ ألف دولار دفعتها من جيبي.
* ولماذا وافق الكومي علي رحيلك رغم ارتباطك مع النادي بعقد لموسمين مقبلين؟
- لأنه كان يعلم بأنني راحل راحل.. ولن أفيد الفريق شيئاً، والرجل تعامل مع المسألة بمنطق احترافي، وسعي لإفادة النادي من وراء بيعي، ولكنهم أعطوا المسألة أكبر من حجمها، رغم أن مسؤولي الأهلي فاوضوهم رسمياً ودخلوا لهم من الباب لكنهم لم يفعلوا.
* وهل حزنت لفشل انتقالك للأهلي في يناير الماضي؟
- طبعاً انتابتني حالة حزن شديدة بعدما كنت هيأت نفسي للعب للأهلي، ولكن جاءت بطولة الأمم الأفريقية في غانا ٢٠٠٨ والتي فزنا بها فأنستني كل هذه الأمور، خاصة بعدما توجنا أبطالاً للقارة السمراء للمرة الثانية علي التوالي.
* وما رأيك في استبعادك من المنتخب الوطني قبل مباراة الكونغو؟
- هذه وجهة نظر الجهاز الفني، ويجب أن تحترم لأن الكابتن حسن شحاتة هو أكثر واحد يعرف مصلحة الفريق جيداً، وعلي فكرة جمعني به لقاء بمقر اتحاد الكرة بالجبلاية عندما ذهبت لشكوي الإسماعيلي، وقال لي: «انت أحد العناصر الأساسية للمنتخب.. وأن سبب استبعادك هو بسبب عدم مشاركتك في آخر مباراتين بالدوري التركي مع طرابزون بسبب انشغالك بالتفاوض مع الأهلي».. وطمأنني بأنني سأعود قريباً للمنتخب بمجرد مشاركتي مع فريقي الجديد.
* وما سبب غيابك عن آخر مباراتين لطرابزون؟
- ابتعادي عن الفريق كان بسبب تعرضي للإصابة بكدمة في وجه القدم ابتعدت علي إثرها عن التشكيل، وهذه أمور واردة لأي لاعب.
* وهل كنت تشارك بصفة أساسية مع الفريق التركي؟
- طرابزون خاض أثناء وجودي ١١ مباراة شاركت في ٧ منها، حيث غبت عن أول مباراتين بسبب إجرائي الكشف الطبي الذي يعد شرطاً أساسياً للعب في الدوري التركي، وفي آخر مباراتين بسبب الإصابة، وشاركت في السبعة الأخري، وأعتقد أن هذا العدد من المشاركات يؤكد أن تجربتي في تركيا كانت ناجحة للغاية، لكنها لم تكتمل بسبب الصعوبات التي سبق أن أشرت إليها.
* البعض يؤكد وجود اختلاف في أسلوبك عن طريقة أداء الأهلي؟
- أنا لاعب محترف، وبمقدوري التعامل مع أي أسلوب، وأي طريقة، وفعلاً هناك اختلافات في طريقة أداء لاعبي الأهلي ونظرائهم بالإسماعيلي، حيث إن الأهلي يسعي في المقام الأول للحصول علي النقاط الثلاث، ويأتي الأداء بعد ذلك في مرحلة لاحقة، بعكس الإسماعيلي الذي لا يشغل لاعبيه سوي بتقديم الكرة الجميلة والأداء الراقي الذي تنتظره الجماهير بغض النظر عن النتيجة، ولكنني سأتأقلم سريعاً علي أي طريقة كي أنسجم بسرعة مع باقي لاعبي الفريق.
* وهل تري أنه بمقدورك حل أزمة الجهة اليسري في الأهلي؟
- لا يمكنني تقييم نفسي، ولكنني سأبذل قصاري جهدي مع الفريق خلال الفترة المقبلة لأقدم أوراق اعتمادي لدي الجهاز الفني من ناحية وللعودة للمنتخب الوطني من ناحية أخري، وبعد ذلك أنتظر الحكم علي الجهة اليسري للنادي الأهلي وهل أضفت إليها أم لا، ولكن مجرد أنك تكون أحد لاعبي الأهلي هذا وسام كبير علي صدري، خاصة أن الأهلي هو الأفضل في مصر.
* لكن المنافسة ستكون شرسة مع جيلبرتو؟
- أنا أعشق مشاهدة جيلبرتو، وهو يصول ويجول داخل المستطيل الأخضر، لأن له أسلوبه الخاص الذي يتميز به، وهو يسير بخطي ثابتة مع الفريق، خصوصاً في الفترة الأخيرة، وأعتقد أن وجودي إلي جواره سيعود في النهاية بالنفع علي النادي الأهلي الذي يسعي بقوة للفوز بكل البطولات.
* وهل ستقبل أن تكون بديلاً له؟
- الأمور الفنية هذه من اختصاصات الجهاز الفني بقيادة مانويل جوزيه، وسواء لعبت أساسياً أو احتياطياً فإن هذا الأمر لن يشغلني علي الإطلاق، لكن من الممكن أن نلعب سوياً خاصة أن جيلبرتو يجيد اللعب في وسط الملعب، وسبق أن أدي هذا الدور بكفاءة عالية مع منتخب أنجولا في بطولة الأمم الأفريقية الماضية.
* وهل دارت اتصالات بينك وبين جوزيه المدير الفني للفريق؟
- الاتصالات كلها تمت مع الكابتن حسام البدري المدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة، وأبلغني بأن جوزيه حريص علي إتمام التعاقد معي، وهذا الأمر أسعدني كثيراً نظراً لأن جوزيه يعد من أفضل المدربين علي الإطلاق، وستكون أول مقابلة بيننا في بداية فترة الإعداد للموسم الجديد، وأتمني أن أكون عند حسن ظنه.
* ألم تخش التجربة، خاصة في ظل وجود هذا العدد الكبير من النجوم بالفريق؟
- أولاً يجب التأكيد علي نقطة مهمة، وهي أنني تعاقدت مع الأهلي وأنا لاعب دولي، وبالتالي فكثرة النجوم لن تشغلني مطلقاً بل علي العكس، فأنا أعتقد أنني لاعب محظوظ لقدومي للأهلي في ظل وجود كل هذه الكوكبة من النجوم، الذين سيساعدونني كثيراً علي التألق.
* ولكن كثرة النجوم قد تكون مشكلة؟
- ممكن يحدث هذا في أي ناد آخر، لكن في النادي الأهلي يصعب حدوث ذلك، نظراً لأن كل واحد يعرف دوره جيداً في تلك المنظومة الناجحة.
* وهل تربطك صداقة بأي من لاعبي الأهلي؟
- لاعبو الأهلي تربطني بهم جميعاً صداقة وطيدة، ومعظمهم أجري معي اتصالات هاتفية عديدة لتهنئتي، خاصة أبوتريكة وبركات وأحمد فتحي، لأنهم كانوا يرغبون في انضمامي.
* وما رأيك في التعاقد مع أحمد حسن؟
- أحمد حسن إضافة قوية للفريق لأنه يمتلك من الخبرات ما يؤهله للمساهمة مع زملائه في تحقيق الانتصارات المتتالية.
* وهل اتفقت مع حسام البدري علي الرقم الخاص بفانلتك؟
- أنا أرتدي الفانلة رقم (١٤) طوال مشواري بالملاعب.. وأنتظر موقف قائمة الفريق للموسم الجديد وفي حالة ارتداء حسن مصطفي لها في الموسم الجديد فسأختار رقماً آخر دون غضاضة.
* وما رأيك فيما يتردد حول تراجع مستوي الأهلي خلال الفترة الأخيرة؟
- أنا أرفض الاتهامات التي توجه للنادي الأهلي وتؤكد أنه في طريقه للانهيار، حيث إنه بطل للمسابقة الأولي في مصر، ولأربع سنوات متتالية، فمن أين يأتي الانهيار، وأمر طبيعي أن يتراجع أداء لاعبيه تدريجياً لأنه ليس من المعقول أن تحافظ علي أدائك طوال تلك السنوات.
* وهل بمقدور الأهلي استعادة اللقب الأفريقي؟
- بإذن الله سنحقق الفوز بالبطولة الأفريقية التي تعد حلم حياتي، وبعد ذلك أشارك في مونديال العالم للأندية باليابان.
* وما طموحاتك المستقبلية؟
- أتمني أن أظهر بصورة طيبة مع الفريق خلال الفترة المقبلة لأثبت جدارتي بارتداء الفانلة الحمراء، كما أتمني صعود منتخب مصر لكأس العالم بجنوب أفريقيا عام ٢٠١٠.
* وكيف تري الفرصة في الصعود؟
- المجموعة التي وقعنا فيها سهلة للغاية وسيتضح الموقف بقوة في التصفيات النهائية التي سنصعد إليها بعد تخطينا التصفيات، لكنني متفائل بالصعود، خاصة أننا أفضل فريق في القارة السمراء، والدليل فوزنا باللقب الأفريقي مرتين متتاليتين.