في الجولة الثانية ليورو 2008الماكينات تتحدي رغبات بولندا

في الجولة الثانية ليورو 2008
الماكينات تتحدي رغبات بولندا
النمسا تسعي لتغيير الصورة أمام كرواتيا

أحمد زهران

وسط ترشيحات قوية وبعد استعدادات مكثفة يبدأ المنتخب الألماني "الماكينات" مشواره اليوم في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة "يورو 2008" والتي انطلقت فعاليتها أمس في سويسرا بينما تدخل البطولة اليوم إلي النمسا التي تشترك مع سويسرا في التنظيم.
يلتقي المنتخب الألماني مع نظيره البولندي في مواجهة ثأرية مثيرة بعد عامين فقط من لقاء الفريقين في الدور الأول من نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا والتي أطاح فيها الفريق الألماني بنظيره البولندي من البطولة بالهدف الذي سجله المخضرم أوليفر نويفيل.
لذلك تحمل مباراة اليوم بين الفريقين طابعا خاصا وهو ما ينطبق أيضا علي المباراة التي تسبقها في نفس المجموعة الثانية بين المنتخبين النمساوي والكرواتي.. وتشترك المباراتان في أن كلاً منهما يحتوي علي طرف يشارك في النهائيات للمرة الأولي وهما منتخبا النمسا وسويسرا أما الطرف الآخر في كل من المباراتين وهو ألمانيا وكرواتيا فهو من المرشحين للمنافسة علي اللقب.
في مدينة كلاجينفورت يسعي المنتخب الألماني إلي تقديم بداية قوية للغاية في يورو 2008 التي حالفه الحظ في قرعتها حيث ابتعد عن مواجهة الكبار علي مدار البطولة حتي الدور النهائي.
بعد الفشل الذريع للمنتخب الألماني في بطولتي كأس الأمم الأوروبية الماضيتين بخروج الفريق من الدور الأول للبطولتين يسعي الفريق صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأوروبي "ثلاث مرات" إلي العودة لمكانه بين فرق القمة والصفوة في البطولة القادمة "يورو 2008".
تستحوذ ألمانيا علي الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأوروبي حيث أحرزت اللقب أعوام 1972 و1980 و..1996 ومنذ أن أحرز المنتخب الألماني لقبه الثالث بالفوز في نهائي بطولة عام 1996 علي استاد ويمبلي الشهير في العاصمة البريطانية لندن فشل الفريق في تحقيق أي فوز خلال مشاركتيه التاليتين وخرج من الدور الأول في يورو 2000 و2004 صفر اليدين.. ولذلك يسعي اليوم إلي تحقيق فوزه الأول في البطولة منذ 12 عاما.
استعاد الفريق ثقته بنفسه في السنوات الماضية علي الرغم من بعض النتائج السيئة التي شهدها في أواخر عام 2007 وأوائل 2008 رغم تأهل الفريق قبلها بجدارة إلي نهائيات يورو ..2008 وقد تلعب هذه العوامل دورها أيضا في وصول المنتخب الألماني إلي المباراة النهائية التي تقام بالعاصمة النمساوية فيينا في 29 يونيو المقبل.
يعتمد لوف المدير الفني للفريق علي مجموعة من أبرز النجوم ومنهم مايكل بالاك صانع ألعاب الفريق وقائده وكذلك الحارس المخضرم ينز ليمان وكلاهما لعب دورا كبيرا في وصول الفريق إلي المركز الثالث في مونديال 2006 وكذلك ميروسلاف كلوزه وباستيان شفاينشتايجر.
أما المنتخب البولندي فبعد الهزيمة وديا أمام المنتخب الأمريكي صفر/3 في مدينة كراكوف البولندية خلال مارس الماضي كانت رسالة الهولندي ليو بينهاكر المدير الفني للمنتخب البولندي لكرة القدم واضحة حيث قال "لا تنزعجوا".. وأكد ليو بينهاكر "ما من داع لفقد الثقة في الفريق" ولكن الشكوك انتشرت في بولندا كلها بعد أن كانت الثقة هي الأمر الوحيد السائد سابقا.
تأهل المنتخب البولندي بجدارة إلي نهائيات بطولتي كأس العام الماضيتين 2002 و2006 ولكنه لم يقدم العروض المنتظرة منه في النهائيات ويسود القلق حاليا بين البولنديين من امكانية تكرار ذلك في أول بطولة كأس أمم أوروبية يتأهل إليها الفريق.. وربما يكون لهذه الهزيمة التي مني بها الفريق بعد الفوز في أربع مباريات متتالية أثر ايجابي إذ تسببت في تقليص التوقعات المنتظرة من الفريق.
أنقذت طبيعة ليو بينهاكر الهادئة المنتخب البولندي سابقا وعندما بدأ الفريق مسيرته في التصفيات المؤهلة لنهائيات يورو 2008 بالهزيمة أمام فنلندا 1/3 توقع كثيرون أن يعاني الفريق في باقي مسيرته بالتصفيات وبدأت الشكوك بشأن ليو بينهاكر المدير الفني السابق لمنتخب ترينداد وتوباجو وقدرته علي قيادة الفريق للنهائيات.. ولكن ليو بينهاكر "65 عاما" بث الثقة سريعا في نفوس لاعبي فريقه كما بث فيهم المرونة الخططية التي قادت الفريق إلي النجاح.
يوضح تاريخ المنتخب البولندي أنه اعتاد التغلب علي الفرق الأقل منه في المستوي لكنه يترنح بمجرد مواجهة الفرق الكبيرة.. ولكن الفوز علي المنتخب البرتغالي في أكتوبر 2006 يوضح أن هذه العادة قد اختفت من سجلات المنتخب البولندي.. وهو ما يزيد من صعوبة مباراة اليوم علي الفريق.
أما أبرز نجوم الفريق علي مدار التصفيات المؤهلة ليورو 2008 فكان المهاجم إيبي سمولاريك الذي سجل تسعة أهداف في التصفيات لينعش ذكري والده الذي كان أيضا لاعبا بارزا في المنتخب البولندي.. أما السر الحقيقي في قوة الفريق خلال التصفيات فكان الثقة بالنفس وروح الفريق التي زرعها ليو بينهاكر في نفوس اللاعبين.
وفي العاصمة النمساوية فيينا يسعي المنتخب النمساوي إلي تغيير الصورة التي انطبعت عنه لدي الجميع بأنه مرشح للخروج المبكر بل وتلقي ثلاث هزائم في الدور الأول.. ورغم الترشيحات العديدة التي تؤكد خروجه يظل الفريق متمسكا بالأمل والتفاؤل.
يري الكثيرون إن المنتخب النمساوي سيكون الأسوأ والأقل ترشيحا من بين جميع منتخبات الدول التي أقيمت البطولة في ضيافتها.. وما يضاعف من ذلك الشعور وهذه الرؤية إن المنتخب النمساوي فشل في الحفاظ علي تقدمه 3/صفر في المباراة الودية التي خاضها أمام نظيره الهولندي في 26 مارس الماضي وتحولت النتيجة إلي فوز المنتخب الهولندي 4/3 رغم إقامة المباراة في النمسا.
ولم يحقق المنتخب النمساوي سوي فوز واحد في المباريات التي خاضها منذ نوفمبر 2006 كما واجه حملة عامة صاخبة حيث طالبته الجماهير بالاعتذار عن عدم المشاركة في البطولة باختياره قبل أن يتعرض للخزي المتوقع له في المجموعة خاصة مع وقوعه في مجموعة صعبة مع منتخبات ألمانيا وكرواتيا وبولندا.. وأصبح افتقاد القوة البدنية سمة مميزة للمنتخب النمساوي وظهر ذلك بوضوح في المباريات التي خاضها الفريق في الآونة الأخيرة وكان منها المباراة التي خسرها أمام هولندا 3/.4
تعرض الاتحاد النمساوي لكرة القدم إلي انتقادات أيضا من المشجعين واللاعبين السابقين بسبب اهماله في التخطيط لرعاية وتدريب المواهب الشابة الجديدة بالإضافة لاتهامه بأنه يعتمد في إدارة أموره علي مجموعة من الموظفين ليس لهم فكرة عن كرة القدم.. وتفضل الأندية النمساوية في نفس الوقت التعاقد مع اللاعبين الأجانب أكثر من التعاقد مع لاعبين من النمسا.. ولسوء الحظ أن كل هذه المشاكل لم تستطع تحفيز المنتخب النمساوي حيث يعتقد لاعبوه حتي الآن أن الهزيمة بفارق ضئيل من الأهداف أمام الفرق الكبيرة يمثل أداء جيدا.
في المقابل سيكون المنتخب الكرواتي مرشحا بقوة لتحقيق الفوز في مباراة اليوم بسبب الفارق في المستوي والتاريخ ولكن الهجوم الكرواتي فقد معظم قوته الضاربة بغياب اللاعب البرازيلي الأصل إدواردو دا سيلفا عن صفوفه في يورو .2008
منذ فوز المنتخب الكرواتي بالمركز الثالث في كأس العالم 1998 بفرنسا ظل الاعتقاد الدائم لدي الكروات هو الفوز بأحد المراكز الثلاثة الأولي أو أفضل من ذلك في أي بطولة يشارك فيها الفريق.. وتوقع الجميع أن يقود دا سيلفا "25 عاما" الفريق إلي مركز في يورو 2008 أفضل من المركز الثالث خاصة بعد أن تأهل الفريق بسهولة إلي النهائيات.. وحجز المنتخب الكرواتي مكانه في النهائيات بجدارة واستحقاق كما تغلب في ختام مسيرته بالتصفيات علي نظيره الإنجليزي في عقر داره باستاد ويمبلي الجديد.
لكن مع إصابة دا سيلفا لم يعد لدي الفريق أو مشجعيه الثقة في احتلال مركز جيد بيورو ..2008 وأصبح علي المدرب صغير السن سلافين بيليتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي أن يؤكد مهارته في تحفيز اللاعبين عندما يعيد بناء الفريق بدون نجمه الأول داسيلفا وأن يبتكر خطة للفوز في هذه البطولة بدون داسيلفا.
جاء التعادل الذي حققه الفريق في الفترة الماضية مع نظيره الاسكتلندي وديا ليصيب الكروات بخيبة الأمل ويثير التكهنات لدي وسائل الإعلام بسقوط مدوي للفريق في يورو 2008 علي الرغم من تأكيدات بيليتش بأن الأداء لم يكن بهذا السوء الذي يتصوره البعض.. وسيعتمد بيليتش علي لاعب خط الوسط لوكا مودريتش لاعب دينامو زغرب والذي تعاقد في الفترة الماضية مع فريق توتنهام الإنجليزي لينضم إليه بداية من الموسم المقبل.. كما سعيتمد علي لاعبي خط الوسط نيكو كراانا مش محترم وقليل الادبار "بورتسموث الإنجليزي" وداريو سرنا "شاختار دونيتسك الأوكراني" ليشترك اللاعبون الثلاثة علي الأقل في قيادة الفريق في ظل غياب داسيلفا.
يمتلك المنتخب الكرواتي أيضا حارس مرمي صلداً هو ستيبي بليتيكوسا نجم سبارتاك موسكو الروسي.. ويحتل المنتخب الكرواتي حاليا المركز السادس في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة "فيفا".. وسيحاول الفريق في يورو 2008 إثبات قدرته علي الصعود للقمة وإذا فشل في ذلك سيعود الجميع باللوم علي المدافع مارتين تايلور.