قمة الإثارة في يورو 2008

قمة الإثارة في يورو 2008
الطاحونة الهولندية تصطدم بالدب الروسي
خبرة هيدينك تتحدي طموح فان باستن

تدخل الطاحونة الهولندية اليوم اختباراً جديداً في رحلة البحث عن اللقب الأوروبي الثاني في تاريخها عندما يلتقي المنتخب الهولندي صاحب الرداء البرتقالي مع المنتخب الروسي علي استاد سان جاكوب بارك بمدينة بازل السويسرية في تمام الساعة العاشرة إلا الربع مساء بتوقيت القاهرة في موقعة مثيرة بدور الثمانية لبطولة كأس الأمم الاوروبية الثالثة عشرة "يورو 2008" بالنمسا وسويسرا.
تمثل مباراة اليوم اختبارا من نوع خاص للفريقين بعد المستوي الرائع الذي ظهر عليه الفريقان في الدور الأول للبطولة وتأهلهما بجدارة لدور الثمانية في يورو 2008 مما جعل مباراة اليوم مواجهة محفوفة بالمخاطر لكل منهما سواء بالنسبة للطاحونة الهولندية أو للدب الروسي.
لا يختلف اثنان علي أن المنتخب الهولندي كان أفضل الفرق في الدور الاول للبطولة وقد عبر عن ذلك من خلال فوزه الثمين علي إيطاليا بطل العالم 3/صفر وفرنسا وصيف بطل العالم 4/1 ثم علي رومانيا 2/صفر ليكون الافضل هجوما في البطولة وهو ما يجعل مهمة الدب الروسي صعبة خلال مباراة اليوم لإيقاف دوران الطاحونة الهولندية التي تسعي لطحن عظام الدب الروسي في الطريق الي المربع الذهبي للبطولة.
أما الدب الروسي فقد استعاد توازنه بعد الهزيمة الثقيلة التي مني بها أمام اسبانيا 1/4 في مباراته الأولي بالبطولة وتغلب علي كل من المنتخبين اليوناني حامل اللقب 1/صفر والسويدي أحد المرشحين للمنافسة علي اللقب 2/صفر.
لذلك فإن مباراة اليوم لا تمثل مواجهة عادية لأي من الفريقين فكل منهما لديه دوافعه لتحقيق الفوز والتقدم إلي المربع الذهبي كما يملك الأسلحة التي تؤهله لذلك.
المنتخب الهولندي يتميز بخبرة لاعبيه وكذلك ارتفاع روحهم المعنوية قبل مواجهة الغد بعد الانتصارات الثلاثة في الدور الاول للبطولة.. كما تحفل صفوف الفريق بالعديد من النجوم البارزين المنتشرين في أكبر الأندية الاوروبية بقيادة المهاجم رود فان نيستلروي وحارس المرمي ادوين فان دير سار وفان برونكهورست وروبن فان بيرسي واريين روبن والمتألق ويسلي شنايدر صاحب اللمسات الرائعة في البطولة الحالية.
أما المنتخب الروسي فنجح في نيل ثقة كبيرة من خلال الفوز علي اليونان ثم السويد ومن ثم فإنه يحتاج الي التحلي بهذه الثقة في مواجهة المنتخب الهولندي أفضل فرق البطولة الحالية.
وإذا كان المنتخب الهولندي قد فاز بلقب البطولة عام 1988 فإن المنتخب السوفيتي السابق كانت له صولاته وجولاته في البطولة الأوروبية والتي يري المنتخب الروسي الحالي أنه قادر علي اعادتها.
يمثل المنتخب الهولندي أحد المرشحين دائماً للمنافسة علي لقب بطولات العالم وكئوس اوروبا التي شارك فيها لكن انجازاته توقفت علي لقب يورو 1988 ولكن الفرصة تبدو سانحة امامه في البطولة الحالية أكثر من أي وقت سابق لإحراز اللقب وتحقيق حلم جماهيره وتوديع مديره الفني ماركو فان باستن بشكل رائع قبل رحيله عن تدريب الفريق.
في المقابل لم تقتصر فائدة الفوز الثمين الذي حققه المنتخب الروسي علي نظيره السويدي 2/صفر علي تأهل الفريق الروسي لدور الثمانية وزيادة شهرته ومكانته علي الساحة الاوروبية وإنما امتدت لتضاعف من شهرة الهولندي جوس هيدينك المدير الفني للفريق. وأظهر هيدينك سابقا أنه أحد أفضل المدربين في العالم عندما تتعلق المهمة بوضع فريقه في القمة في الوقت المناسب.
بعد الهزيمة التي مني بها المنتخب الروسي أمام نظيره الاسباني 1/4 تضاءلت ترشيحات المنتخب الروسي لعبور الدور الاول خاصة أن أي فريق يضم بين صفوفه لاعبين روس لم يصعد الي الدور الثاني في البطولة الاوروبية منذ وصول منتخب الاتحاد السوفيتي السابق لنهائي يورو ..1988 وخسر المنتخب السوفيتي تلك المباراة النهائية أمام نظيره الهولندي صفر/2 كما سجل فان باستن نفسه هدفا تاريخيا في تلك المباراة.. ولكن مع الفوز الثمين الذي حققه المنتخب الروسي في الجولة الثانية من مباريات البطولة الحالية علي نظيره اليوناني حامل اللقب والأداء الرائع الذي قدمه الفريق الروسي في المباراة والذي لا تعبر عنه النتيجة عادت الترشيحات لتشير الي امكانية تأهل المنتخب الروسي إلي الدور الثاني في البطولة.
أكد الاداء الذي قدمه المنتخب الروسي أمام نظيره السويدي وفوز المنتخب الروسي بهدفين سجلهما رومان بافليوتشينكو وأندري ارشافين الفائز بلقب أفضل لاعب روسي هذا العام أن المنتخب الروسي أصبح قوة لا يستهان بها.. ولذلك فإن المنتخب الهولندي لن يجد الطريق مفروشا امامه بالورود عندما يلتقي نظيره الروسي غدا السبت في مدينة بازل السويسرية في دور الثمانية للبطولة.
يأمل هيدينك - 61 عاما - حاليا في الصعود بالمنتخب الروسي إلي المربع الذهبي في يورو 2008 بعد عامين من توليه مسئولية تدريب الفريق وربما يأمل بعد ذلك في الوصول للمباراة النهائية للبطولة.. ويعتقد هيدينك أن الانجاز الذي حققه فريقه في يورو 2008 يمثل البداية فقط لشيء أكبر بالنسبة لكرة القدم الروسية بعد ان استعاد الدوري الروسي عافيته بعد سنوات من الفوضي التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام ..1991 وستكون مباراة اليوم أمام المنتخب الهولندي مؤشراً جيدا عما وصل إليه المنتخب الروسي بقيادة هيدينك.
سقط المنتخب الروسي وديا امام نظيره الهولندي 1/4 في العاصمة الهولندية امستردام في فبراير 2007 ولكن هيدينك يعتقد أن فريقه يختلف تماما عن الفريق الذي سقط أمام هولندا قبل 16 شهراً.