إن علاقتنا مشوهة لأن مجتمعنا يتصارع
ويدخل كل اثنين فى سباق غير شريف غير متكافىء
كل واحد شعاره أريد أن أفوز أريد أن انتصر
كل واحد شعاره أنا أنا أنا
والنتيجة أن حبنا يمسخه الغرور والأنانية والكبرياء
والتعاظم والأمراض النفسية والعقد
حبنا مجرد علاقة ينفث كل منا سمه وعسله
وما أكثر السم وما أقل العسل
أين الحب الصحيح ؟
إذن أين هو تحت ركام هذه العقد والإنحرافات
إنه موجود مثل الماء فى باطن الارض
يكفى أن تدق عليه ماسورة فينفجر فى ينبوع لا ينضب
الحب احساس جاهز فطرى فى داخلنا ينمو إذا واتته الظروف
وهو ينمو من الداخل بدون مؤثرات بهلوانية من الخارج
وبدون تمثيل وافتعال وكذب
إنه إحساس داخلى ينمو بطريقة تلقائية
بدون قصد أو نية من التقاء اثنين
ويبدأ باحساس فطرى بالسرور والفرح والسعادة
والإرتياح لمجرد التلاقى بدون الحاجة الى كلام
أو محاضرات
ثم ينمو ويأخذ كل حبيب يعطى من ذات نفسه لحبيبه
دون أن يدرى
يأخذ فى التضحية دون أن يدرى أنه يضحى
ويتبادل الاثنان أهتمامات كثيرة لا حصر لها
فكل منهما يهتم بالآخر ويحمل همومه ويتعذب بعذابه
ويقلق لقلقه ويفرح لفرحه
وكل منهما لا يطلب شيئاً من الآخر
إنه يعطى ولا يطلب
إنه يريد أن يرى حبيبه كما هو لا أكثر
وهو لا يجد حاجة الى الكذب والادعاء والتمثيل
وهو يحس بالأمان إلى جواره
يحس أنه سكن يأوى إليه ويستريح
حيث الظل والماء والطعام والفراش المريح
وهذا الإحساس بالسكن والاكتفاء
هو الذى يعطيه الشعور بالآمان وبأنه فى غنى عن كل الناس
والحب الحقيقى تجد فيه لذة من نوع آخر
غير لذة الصداقة والانسجام العقلى
لذة هى مزيج من السخونة والتخدير والتنميل
ونوم مؤقت فى التفكير يبعث فى الجسد التلذذ والاسترخاء
ويبعث فى القلب تفتحا واشراقا
ويجعل الكلام والضحك شبيها بالاحتضان
والحب الصحيح
خال من الغرض وإنما تأتى الأغراض
فيما بعد حينما يحس كل حبيب
أنه عاجز عن الحياة بدون الآخر
وأنه فى حاجة إليه كل يوم وكل لحظة
ولا وسيلة إلى ذلك فى مجتمعنا إلا بالزواج
ولهذا لا يكون الزواج هدفا مقصوداً من البداية
وإنما يكون نتيجة حتمية
لفرط ما هما فيه من الحب !!!
حتى الإخلاص لا يتم بإتفاق وتعاقد
وإنما يتم من تلقاء نفسه
حينما يحس كل من الحبيبين
أنه لا يستغنى عن الآخر
وإنه لا يجد مكاناً فى نفسه لحب ثان !!!
وإنه يصحو فيكتشف
أنه مخلص وأن ذهنه محصور
فى شخص واحد يدور فى فلكه
هذا هو الحب الصحيح
لكن كيف نحصل عليه ؟
لا توجد إلا وسيلة واحدة
و هي : يجب أن نتغير
و أن نصل الى درجة من الطهارة الداخلية
و أن نغسل أنفسنا أولاً بأول من سموم ورواسب مجتمعنا
وهذا ممكن إلى حد كبير
فى الإمكان تطويع السلوك لعلاقات المجتمع المريضة
فى إمكانك أن ترفض الرشوة والكذب والسرقة
وفى إمكانك أن تقاوم الغرور والأنانية
وأن تكتشف عيوبك النفسية وتعالجها
و فى إمكانك أن تقوم سلوكك بالنقد
و فى إمكانك أن تضيف سوسته
عند كل مطب اجتماعى تقع فيه
فتتجنب الإصابة بجراح ورضوض فى أخلاقك
فى إمكانك أن تتجنب الترخص والصغائر
فى سبيل متعة مؤقتة أو انتصار تافه
فى إمكانك أن تفعل كل هذا
وأكثر إذا بلغت النضج وادركت القيم
وأحسست بوزن كل قيمة ومكانها الطبيعى
وأنا شخصياً أعتقد أن الحب الصحيح موجود
وممكن يستحق أن نتعب من أجل الحصول عليه
موضوع: اين الحب الصحيح؟؟؟؟؟؟ 
الإثنين سبتمبر 08, 2008 9:37 pm