المهاجرون ومشكلة الانتماء
أصبح بعض الشباب اليوم لا هم لهم سوى الهجرة الى الخارج
سواء بطرق شرعية او بطرق غير شرعية
فنجد أن البعض عندما يهاجر الى الخارج يقوم على الفور بالزواج من تلك الدولة التى هاجر اليها
من اجل أن يكتسب الجنسية ، خصوصا اذا كان محل تلك الهجرة دولة أوروبية
و تصبح مصر لا تمثل أى شىء بالنسبة له
فتجده نادرا جدا عندما يأتى لزيارة مصر او حتى أهله فى مصر
مكتفيا بالسؤال عنهم فقط و هو فى الخارج .
الامر الاخطر من ذلك عندما تجد الشباب على استعداد للهجرة الى اسرائيل ذاتها
فلقد اخبرنى اخى الاكبرعن أحد أصدقائه
والذى يعمل مهندسا فى احدى شركات المقاولات الكبرى
الذى يرغب فى العمل بالخارج حتى و لو كان هذا العمل داخل اسرائيل نفسها
لأنه أحس بعدم تقدير قدارته الخاصة
بالرغم من أن مرتبه يصل الى 2000 جنيه قابلة للزيادة خلال سنوات بحسب الاقدمية فى العمل
وعلى الرغم أيضا من أنه يمكن أن يعمل فى أى شركة خاصة بمرتبات عالية جدا تغنيه عن هذا التفكير
و لكنه لا يفكر الا فى الهجرة حتى و لو كانت هذه الهجرة الى اسرائيل
منذ حوالى 8 سنوات أعلنت الدكتورة أمينة الجندى وزيرة التأمينات و الشئون الاجتماعية
عن أن هناك 17 ألف مصرى يعملون فى اسرائيل
و تشير عدة تقارير الى أن هناك مابين 22 و 25 ألفا من المصريين يعملون فى اسرائيل
بعضهم من العاملين المدنيين بالجيش الاسرائيلى
و يقال أن هناك بعضا من العمال المصريين شاركوا فى عملية بناء الجدار العازل
و أن هناك حوالى 5700 متزوجون من اسرائيليات
بغض النظر عن مدى صحة هذ التقارير فان ما يهمنا فى هذا الامر أن هناك فعلا مصريون قد هاجروا الى اسرائيل
و يعملون فى خدمة اسرائيل ، و أن هؤلاء المصريون مهما بلغ عددهم فهم ليسوا بالقلة القليلة .
فهل تطورت مشكلة البطالة عند الشباب الى مشكلة اكبر منها بكثير
وهى مشكلة عدم وجود دافع الانتماء للوطن ؟
و هل من الممكن اعتبار هؤلاء الشباب الذين هاجروا الى اسرائيل مجرد خونة ؟
و هل توافق على ان تكون فى يوم من الايام من مزدوجى الجنسية ؟
و هل توافق أيضا على أن تتنازل عن جنسيتك المصرية
على افتراض أن هذا التنازل شرط أساسى فى حصولك على جنسية دولة أخرى ؟
تم فتح هذا الملف للمناقشة