قديماً قالوا وجع ساعة ولا وجع كل ساعة وهي مقولة تشير لتحمل الألم لفترة وجيزة من أجل العلاج السريع بدلاً من العلاج ببطء وعلى فترة طويلة مع بقاء الألم.. ونفس مضمون هذه المقولة ينطبق على جماهير النادي الأهلي التي يجب أن تتحمل فريقها و تسانده خلال هذه الفترة التي أتخذ فيها البرتغالي مانويل جوزيه قراره الجريء – كالعادة – بالدفع بالبدلاء والناشئين في المباريات المتبقية بالدوري من أجل منح الأساسيين القليل من الراحة.
والحقيقة أن هذا القرار من الساحر جوزيه ليس الأول من نوعه وإنما هو تكرار لقراره الذي أتخذه العام الماضي بمنح اللاعبين الأساسيين راحة خلال نفس الفترة من الموسم بعد حسم الدوري ولعب خلالها الأهلي أهم مباراتين في الموسم أمام الزمالك والإسماعيلي بالإسماعيلية وخسر الأهلي القمتين ولكن تقبلت الجماهير الحمراء الهزيمتين بصدر رحب ربما لسببين أولهما أنهم شعروا بضرورة راحة الأساسيين المجهدين منذ سنوات وثانيهما أن الفريق كان يفوز في كل البطولات و بنتائج قياسية فبالتالي كان لدى جوزيه الرصيد الكافي عند الجمهور لكي يخسر مباراتين من أجل الفوز ببطولات قادمة.
أما ما يحدث حالياً فهو أمر مختلف بعض الشيء وإن كان المبدأ واحداً .. فالأساسيين مازالوا بحاجة للراحة الطويلة بعد المجهود الطويل المبذول خلال الموسم المحلي والدولي مع المنتخب في بطولة كأس الأمم الأفريقية ولكن المشكلة لدى الجماهير تكمن في خسارة الفريق لبطولة كأس مصر من أول أدوارها أمام فريق درجة ثانية هو بترول أسيوط بالإضافة لأن الانتصارات في الدوري لم تكن متبوعة بالأداء القوي المعهود عن الأهلي في السنوات الأخيرة كما تعادل الفريق حتى الآن في ست مباريات وبخلاف ما مضى جاء مستوى الفريق في مباراة بلاتينيوم ستارز الجنوب إفريقي في بطولة دوري أبطال أفريقيا وخسارته بهدفين لهدف لتبث الخوف في قلوب الجماهير الحمراء.
ثم جاء قرار اللعب بالبدلاء الذي أثار الجماهير التي انتظرت من البدلاء الإبداع والتفوق على أمل ظهورهم بمستوى قريب من مستوى الأساسيين ولكن جاءت الخسارة أمام الإتحاد السكندري والمستوى الهزيل للفريق لتشعر الجماهير الحمراء بالخوف من ضياع كل شيء .. على الرغم من أن شيئاً لن يضيع إذا ما خسر الفريق كل مبارياته القادمة في الدوري!
فالحقيقة أن مباريات الدوري هي الفرصة الحقيقية للفريق لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد حتى يحصل الأساسيون على الراحة المطلوبة بالإضافة للتركيز على البطولة الأفريقية وهي الأهم بالطبع في الفترة القادمة وأيضاً حتى يقف الجهاز الفني على المستوى الحقيقي للبدلاء وإن كنت أشك في تألق أي منهم و إثبات ذاته ليس بسبب ضعف مستواهم وإنما لأن تألق لاعب لا يحدث بإجادته وحده وإنما بمساندة باقي اللاعبين .. وبعض هؤلاء اللاعبين – بكل صراحة – لا يصلح للعب في النادي الأهلي و بالتالي سيؤثر مستواهم بالسلب على اللاعبين أصحاب المستوى الجيد وبالتالي يظهر الجميع بمستوى سيء كما حدث أمام الإتحاد.
ويمكن التأكيد على هذا الكلام بمستوى أحمد صديق على سبيل المثال .. فعندما يلعب صديق مع الفريق الأساسي يظهر بمستوى جيد وكلنا نتذكر انطلاقاته وكراته العرضية من الجهة اليمنى التي ساعدت الفريق في الكثير من المباريات الصعبة مثل مباراة الهلال السوداني في بطولة أفريقيا للعام الماضي ولكن عندما لعب مع البدلاء في مباراة الإتحاد الأخيرة ظهر بمستوى هزيل بل وتسبب في الهدف الأول لأنه تأثر سلباً من مستوى زملاءه.
ولكن المشكلة الحقيقية المختفية وراء هذا القرار والتي لا أجد لها حلاً بصراحة فهي أن الراحة الحالية التي يحصل عليها الأساسيين في مباريات الدوري ظاهرها رحمة و باطنها العذاب .. فهم حالياً أمام الرأي العام في حالة راحة ولكنها ليست الراحة المطلوبة والمنشودة منهم لأنها ليست راحة سلبية فهم يشاركون في التدريبات مع الفريق يومياً وهو ما لا يمنحهم الراحة البدنية والذهنية المطلوبة.
و حتى إن حصل الأساسيين على راحة سلبية عقب مباراة الإياب أمام بلاتينيوم ستارز والتي ستقام يوم 11 مايو المقبل فإن تصفيات كأس العالم 2010 ستقف كالحائل أمام حصولهم على الراحة المطلوبة حيث سيدخل الفريق في معسكر المنتخب يوم 20 مايو استعدادا لمباراة الكونغو التي ستقام يوم 1 يونيو أي أن أقصى راحة سيحصل عليها الأساسيون هي تسعة أيام وهي بالطبع راحة لا تكفي بعد عناء السنوات الأخيرة وبالتالي ستتكرر مأساة الإرهاق خلال الموسم المقبل!
وبالتالي فلا سبيل أمام الأهلي من أجل الاستمرار على القمة سوى إيجاد صف ثاني من البدلاء "يسند" الفريق أثناء راحة الأساسيين وحتى بعد رجوعهم بجانب الصفقات الجديدة التي سيبرمها النادي والتي من المنتظر أن تساعد الفريق على الاستمرار على القمة.
الخلاصة أنه يجب أن تتحمل الجماهير فريقها و تسانده خلال الفترة المقبلة وألا تحمل البدلاء ما لا طاقة لهم به حتى يتمكنوا من إظهار قدراتهم الحقيقية وذلك بغض النظر تماماً عن نتائج المباريات القادمة .. فوجع ماتش ولا وجع كل