السواك هو قطعة خشبية من غصون شجر الأراك (الفصيلة: سلفادورا برسيكا Salvadora persica) وهي شجيرة دائمة الخضرة توجد في منطقة الجزيرة العربية في المملكة العربية السعودية.ويحصل على السواك كذلك من شجر الإسحل والبشام والضرو إلا أن سواك من شجرة الأراك هو أفضلها والسواك مشهورة جدا في بلاد العرب والمسلمين لورود ما يشير إلى أن رسولنا الكريم (عليه الصلاة و السلام) قد أمر باستخدامها,حيث يعطي الفم رائحة حلوة ومستحبة.يستعمل السواك لتنظيف الاسنان بعد الأكل أو في اي وقت آخر.
شجيرة صغيرة دائمة الخضرة تسمو من متر إلى مترين، ويتجاوز محيطها خمسة أمتار، يميل لون الفروع إلى البياض أولا، ثم تصبح رمادية اللون خشنة الملمس. الأفرع مدلاة أو منتشرة، الأوراق خضر، الأزهار صغيرة مخضرة متجمعة في عثاكيل متفرعة. الثمرة لبية كروية أحادية البذرة، ذات لون أبيض، وعند نضجها يصبح لونها أحمر داكن.
وتكثر أشجار الأراك في المنطقتين الجنوبية والشمالية الغربية من المملكة، فنجدها في وادي صبيا ووادي القنفذة، على شكل غابات كثيفة تكثر بها طيور الحجل، أما في شمال المملكة فيقول أبو ذيال البلوي عن تكاثرها بزعبل ناحية تيماء:
ولم تر عيني مثل يوم رأيته
بزعبل ما احضرَّ الأراك وأثمرا
وسبب شهرة الشجرة يعود إلى استخدامها في صنع السواك لتنظيف الأسنان يطلق عليها شجرة السواك.
قال على بن أبي طالب رضي الله عنه:
ظفرت يا عود الأراك بثغرها
ما خفت مني يا أراك أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك
ما فاز منها يا سواك سواك
وقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام باستخدام السواك. ثبت في الصحيحين عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:
لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.
وقد أظهرت الأبحاث والتحليلات الكيميائية التي أجريت على الأراك، أن الجذر يحتوي على كمية كبيرة من الكلورين، وكذلك على مادة ثلاثي ميثايل أمين بالإضافة إلى راتنج وسليكا وكبريت وفيتامين ج، لذلك فاستخدام الجذر كمسواك لتنظيف الأسنان يُعتبر طريقة فعالة مفيدة جدا حيث تساعد السليكا على تبييض الأسنان، في حين أن الراتنج يشكل طبقة خارجية فوق المينا الموجودة على الأسنان، تحميها من التسوس، أما مادة ثلاثي الميثايل أمين فتقوم بتنشيط اللثة، ويساعد فيتامين ج على علاج الالتهابات الاسفنجية والنزيف الذي يصيب اللثة.
وثمار الأراك صالحة للأكل عند النضج، ويكون لونها أحمر داكن، ويُعتقد أنها فاتحة للشهية. وإذا نضج ثمر الأراك اشتد سواده، ولذلك يصف الشعراء سواد شعر النساء وجعودتها بثمر الأراك، قال بشير في وصف شعر امرأة:
رأى درة بيضاء يجفل لونها
سخام كغربان البرير مقصف
والبرير هو ثمر الأراك. أما أوراق النبات فتأكلها الإبل والغنم، وإذا رعتها وجدت رائحة الأراك في ألبانها، وهي رائحة طيبة.
والإبل التي ترعى الأراك يصيبها الهزال، ثم لا تلبث أن تعود إلى حالتها الأولى، ويزداد وزنها وتزداد كمية الحليب، وبالتالي ربما يكون الأراك علاجا للإبل بالإضافة إلى قيمته الغذائية، وتستخدم أخشاب الأراك الجافة بعد حرقها ثم غليها في الماء، حتى تصبح كالمعجون، لمعالجة الإبل المجروبة، أو لنزع الشعر من الجلود قبل دبغها.