الطقس في ميت عقبة متقلب..رغم الفوز بالكأس

الطقس في ميت عقبة متقلب..رغم الفوز بالكأس
عاصفة الانتخابات تهب علي الزمالك
المناطق الساخنة : قضية مرتضي..وموقف مرسي عطا الله.. والتحقيقات اليونانية
يرصدها: إبراهيم ربيع
احرز الزمالك كأس مصر.. وروي عطش جماهيره المحرومة من الفرحة منذ4 سنوات من الجفاف.. تلقي النادي هدية من السماء بعد ان لعب الفريق المباراة النهائية مرتديا الزي الرسمي من الاخطاء والعيوب الفنية.. لكن ارادة الله شاءت ألا يخرج هذا الجمهور (المفاجأة) الذي هز اعصاب الفريقين مكسورا وحزينا وربما غاضبا وثائرا ومندفعا الي تحطيم حاضر وماضي ناديه.
البطولة ربما تكون نقطة تحول.. لكن لسوء الحظ انها المحطة الاخيرة التي انتظر قطار الانتخابات الوصول اليها.. لينزل منه الحشد الهائل من المرشحين المستعدين لمعركة تكسير عظام بعضهم البعض حتي لو ادي ذلك الي تحطيم عظام النادي..
الطقس في ميت عقبة لم يتغير مثلما تغير في المدرجات والشارع الزملكاوي الذي يحتضن الكأس بعاطفة متأججة مثل الرجل الذي انتظر مولوده الاول بعد رحلة طويلة من علاج العقم.. النادي من الداخل يفرح وفي نفس الوقت ينشغل بهموم الانتخابات الثقيلة.. ليظل المزاج متقلبا مادام طقس الانتخابات محتفظا بتقلباته وعاصفته هبت فورا بعد يوم واحد من احراز الكأس.. كما لو كانت المباراة النهائية هي انطلاق شرارة المعركة الدعائية الأكثر ضراوة من معركة التصويت لانها تفتح ذراعيها للمشروع وغير المشروع وسباق التشويه وصفقات (التربيط) القذرة واهدار الاموال علي شراء الاصوات والمواقف.
7 رؤساء !
الخريطة الانتخابية الان فائقة التشويق والاثارة وبالغة الخطورة من منظور عنف المنافسة وتاريخ النادي مع الاحداث الجسيمة التي عرفت طريق كل ماله علاقة بالجهات الامنية والقضائية.. وليست هناك سابقة لهذا العدد الكبير من المرشحين للرئاسة الذين بلغ سبعة هم ممدوح عباس وكمال درويش ومرتضي منصور واسماعيل سليم والمندوه الحسيني ومرسي عطا الله ورؤوف جاسر.. جميعهم يفكرون في الترشيح ولانعرف من فيهم سوف ينسحب ومن فيهم سوف يندمج مع منافس له.. لكن الواضح ان بعضهم حدد موقفه مبكرا مثل عباس ودرويش وسليم ومرتضي.. هؤلاء لديهم النية كاملة لترشيح انفسهم مهما تقلبت الاجواء الانتخابية.. وبعضهم مازال يعيش مرحلة التردد والحسابات مثل عطا الله والمندوه وجاسر.
والمناطق الساخنة في الخريطة الانتخابية كثيرة.. والمفارقة ان كل مرشح له قضية مع الاخرين بحيث ان أيا منهم اذا لم يرشح نفسه سوف يختار الاقل عداوة وكراهية وليس الاكثر حبا وقبولا لمساندته ضد من هو اكثر عداوة وكراهية.. لاتوجد احتمالات للوفاق والاتفاق علي مصلحة النادي.. فكل منهم يعتبر نفسه هو المصلحة الحقيقية للنادي وانه القادر وحده علي قيادة المسيرة التي تعثرت لان الاخرين لايعرفون شيئا.. وهذه هي مشكلة الزمالك الذي استعصي عليه ايضا ان يعثر علي لجنة حكماء.. فالحكماء ايضا خائفون من ان يرشحوا جبهة ثم لاتفوز ويصبحوا في هذه الحالة لاحكماء ولايحزنون.. هي نفس الانانية التي تحكم كل المرشحين الذين ينظرون الي مناصب مجلس الادارة علي انها كنز.. وهم يقدمون برنامجا دعائيا متشابها ومبهما وعاما لاتعثر فيه علي اطار حقيقي قابل للتنفيذ لانقاذ النادي .
من المناطق الساخنة التي تؤثر علي الخريطة وينتظرها الجميع موقف مرتضي منصور قضائيا وقانونيا من الترشيح.. وفي اول يونيو سوف تنطق المحكمة بالحكم في قضية شطب العضوية.. ولاأحد يعرف هل سيستطيع مرتضي ترشيح نفسه ام لا.. وحتي في الحالتين سوف يكون الرجل مؤثرا لأبعد الحدود.. اما ان يشارك ويغير الخريطة الحالية مباشرة بانسحاب البعض.. واما ان يغيب عن المعركة الانتخابية ويترك لانصاره التأثير وترجيح كفة مرشح علي الاخر في انتخابات سوف يكون للصوت الواحد فيها قيمة كبيرة مع هذا العدد الكبير من المرشحين..
وهناك منطقة مرسي عطا الله الوجه الجديد علي الانتخابات وليس علي الادارة.. والوجوه الجديدة مرغوبة علي اعتبار ان الاخرين لهم تجارب سابقة ثار الجدل حولها.. وإذا قرر عطا الله ترشيح نفسه فإن قطاعا كبيرا من الزملكاوية سوف يساندونه وهم من النوعية التي لاتذهب الي النادي ولاتقيم فيه مثل انصار المرشحين الاخرين.. ويحتاج في هذه الحالة الي حملة مغايرة تركز علي هذه النوعية للوصول اليها.. لكنه علي مايبدو حتي الان لم يستقر او يعرف ماذا يمكن ان يفعل وينتظر وضوح الرؤية اكثر واكثر..
وهناك منطقة مهمة جدا يلعب فيها المندوه الحسيني مستثمرا كثرة عدد المرشحين الذي يرجح كفة من يملك كتلة انتخابية واضحة المعالم.. وهو يملك كتلة الاعضاء اولياء الامور في مدارسه الخاصة ولعبت هذه الكتلة دورا بارزا في انتخابات سابقة.. وايضا نستطيع ان نعتبر المندوه صاحب تاثير في حالتي المشاركة وعدم المشاركة او الاندماج مع الاخرين.. فكتلته سوف تذهب لمن يريده وستكون مؤثرة.
وتبرز منطقة التشكيك الحالية في صفقتي شيكابالا وامير عزمي.. وهي تمس حقبة كمال درويش التي اكتظت بالدعاوي القضائية واتهامات كثيرة اخري لم ترتق حتي الان الي اليقين.. وهي منطقة ينتظر فيها الجميع شيئا ملموسا يؤثر بقوة علي الخريطة الانتخابية.. ومعروف ان كمال درويش مازال يملك داخل النادي تكتلا لم ينتبه مرتضي من قبل ولا عباس حاليا الي القضاء عليه..
والمفارقة البارزة ايضا ان كتلة كمال درويش هي تقريبا كتلة اسماعيل سليم والتي شكلاها وهما يعملان سويا كرئيس ونائب.. وإذا تنافسا سوف يقتسمان الاصوات ليكون ذلك لصالح المنافسين.. لكن اسماعيل سليم يبدو الان الاكثر تركيزا والاكثر بعدا عن المناطق الساخنة والصراعات الشخصية وربما يستفيد من ذلك حتي لو كانت المنافسة بينه وبين درويش حليف الامس..



--------------------------------------------------------------------------------