المعلم يفتح قلبه.. قبل انطلاق مشوار المونديال

المعلم يفتح قلبه.. قبل انطلاق مشوار المونديال
اجتياز عقبة الكونغو..أول خطوة لتحقيق حلم كأس العالم
لسنا أقل من الكاميرون.. والجيل الحالي أفضل

رضوان الزياتي

فتح المعلم حسن شحاتة قائد كتيبة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم قلبه مباراة الكونغو الديمقراطية في افتتاح مشوار تصفيات كأس العالم.. وتحدث عن حلم التأهل لمونديال جنوب أفريقيا 2010 وكيفية تحقيقه.. وتحدث عن جوانب كثيرة وعن الانتقادات التي تعرض لها في الفترة الأخيرة..
وكعادته كان حديثه مغلفا بالثقة والاطمئنان.. "الجمهورية" حاورت المعلم حسن شحاتة وأخرجت كل ما في جعبته.. بالطبع كان حلم التأهل لمونديال جنوب أفريقيا 2010 هو بداية وعصب هذا الحوار.. فلا صوت يعلو حاليا بعد انتهاء الموسم الكروي المحلي فوق صوت تصفيات المونديال ومباراة الكونغو الديمقراطية التي تمثل ضربة البداية واعتبرها "المعلم" أهم مباراة في المرحلة الأولي للتصفيات لأن فريق الكونغو هو أقوي منافس في المجموعة ال12 واختلف حسن شحاتة مع الآراء التي تقول إن المجموعة ضعيفة.. وقال إنها متدرجة المستوي كالكونغو أقواها يليه مالاوي ثم جيبوني.
أشار حسن شحاتة إلي أن منتخب الكونغو يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين في مقدمتهم لوا لوا الذي نعرفه منذ بطولة كأس الأمم 2006 بالقاهرة عندما هزمناهم 4/1 في دور الثمانية.
* هل ذلك الفوز معناه أن كفة منتخبنا هي الأرجح في مباراة الأحد؟
** الوضع الطبيعي أن تكون كفتنا أرجح بعد الدفعة المعنوية الكبيرة التي حصلنا عليها بالفوز بكأس الأمم بغانا 2008 ومن قبلها 2006 بالقاهرة مما يعطينا ثقة أكبر.. ولكن المباراة ستكون صعبة جدا لأننا في نهاية موسم كروي طويل وشاق ولاعبونا مجهدون.
* لكنني أري بعض القلق علي الوجوه؟
** القلق ظاهرة طبيعية وصحية.. وحتي لو كنا نلعب مع فريق ضعيف.. فهناك ظروف تتحكم في المباريات.. والبدايات دائما تكون صعبة وحرجة.. وأتمني أن تكون بدايتنا مع الكونغو موفقة وقوية حتي نستكمل المرحلة الأولي بنجاح.
* ألا تري معي أن مجموعة الكونغو الديمقراطية ومالاوي وجيبوتي تشبه نسبيا مجموعتنا في تصفيات كأس الأمم الأخيرة؟ وكيف استوعبتم درس التعادلات في تلك المجموعة؟
** لا يمكن أن نقارن بين تصفيات المجموعتين فالمجموعة الحالية أقوي وأصعب لا أحب أن استبق الأحداث واركز فقط علي المرحلة الحالية والتي نهدف خلالها إلي تصدر قمة المجموعة ال12 والتأهل للدور النهائي.. ووقتها ستكون هناك حسابات ورؤية أخري.. ولا شك أننا سنستفيد من دروس الماضي وأسباب الخروج من تصفيات كأس العالم 2002 و2006 والتي كنا خلالها قريبين من التأهل.. ولم يحالفنا فيها التوفيق بالإضافة إلي بعض الأخطاء والظروف المعاكسة.
* وكيف نستطيع أن نحقق هذا الحلم الغائب منذ مونديال 1990؟
** بالطموح والمثابرة والعزيمة.. لأن المشوار كما قلت طويل وشاق ويحتاج إلي تضافر كل الجهود من مسئولين وجماهير وإعلام ولاعبين وجهاز فني ونحن سنقوم بدورنا ولن ندخر جهدا أو قطرة عرق في سبيل تحقيق هذا الحلم.
النقطة الأخري أننا عملنا خلال الفترة الماضية علي توسيع قاعدة المنتخب بإدخال عناصر جديدة حتي وصلت نسبة التغيير والتجديد إلي 50% منذ كأس الأمم 2006 فنحن نسعي إلي أن يكون لدينا مجموعة متجانسة من اللاعبين أصحاب الخبرة والشباب قادرة علي مواجهة تحديات تصفيات المونديال ومن هنا فإنني أطالب البعض بالتخلي عن الأمور الشخصية ومحاولة اشعال نار الفتنة داخل المنتخب وبين الجماهير وخاصة في مسألة اختيارات اللاعبين.
* بمناسبة الاختيارات.. يري البعض أنك جاملت البعض وظلمت البعض الآخر؟
** هذا غير صحيح بالمرة.. ولا يوجد أي مدير فني أو مدرب يسعي إلي النجاح وتحقيق إنجازات كبيرة أن يتعامل بهذا الأسلوب أو يتعامل في قضية الاختيارات طبقا للأهواء الشخصية.. وأنني شخصيا لا توجد بيني وبين أي لاعب خلافات فإن كل اللاعبين أبنائي وأقدرهم.. والاختيارات حكمتها الظروف الحالية والمصلحة العامة واخترنا المجموعة الأنسب لهذه المرحلة وفي ضوء احتياجات المراكز.. وتمت الاختيارات بالتشاور مع كل أعضاء الجهاز الفني.
* لكن البعض يتهمك بالديكتاتورية وأحيانا بالغرور؟
** لم أكن أبدا ديكتاتورا أو مغرورا وكل من تعامل معي عن قرب يعرف ذلك تماما.. فإنني "ابن بلد" ولكن مشكلتي أن طموحي بلا حدود.. وثقتي في نفسي كبيرة.. واعتزازي بكرامتي أكبر.. وقد يري البعض في ذلك غرورا.. وليعلم الجميع أننا كجهاز فني نعمل بروح الفريق الواحد.. بدليل استمرارنا كل هذه الفترة الطويلة والتي وصلت إلي أكثر من ثلاث سنوات.
* قلت أكثر من مرة إنك تريد أن تعوض ما فاتك عندما كنت لاعبا بالوصول لنهائيات كأس العالم كمدرب؟
** هذا صحيح.. ولكن ليس معناه أنني ابحث عن مجد شخصي.. وإنما أبحث عن تحقيق إنجاز لوطني.. لأنه من العيب أننا ننفرد بزعامة أفريقيا في احتكار ألقاب كأس الأمم.. ونسبق غانا والكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا والمغرب وتونس ولكنهم يتفوقون علينا في الوصول لكأس العالم.. بل إن بعضهم ترك بصمات واضحة ومؤثرة في النهائيات مثل الكاميرون والسنغال.. ونحن لسنا أقل منهما أو من غيرهما.. ولاعبونا قادرون علي إثبات جدارتهم.
* مازال المنتخب لم يستفد من بعض كبار المحترفين مثل "ميدو" وزيدان برغم أنهما حققا نجاحات كبيرة في الاحتراف الأوروبي؟
** اللاعبون أنفسهم اعترفوا بذلك ويدركون أن اللعب في كأس العالم أهم إنجاز لهم علي المستوي الشخصي وعليهم أن يضعوا هذا الهدف نصب أعينهم وإذا كانت الإصابة حرمت "ميدو" ومحمد شوقي من اللعب في هذه المرحلة من التصفيات فإن المشوار كما قلت مازال طويلا ويحتاج إلي كل النجوم ولكل مرحلة رجالها.. وأحب أن أؤكد هنا علي أنني لا أنظر إلي الوراء أبدا.. وأقول ذلك حتي لا تسألني عن واقعة ميدو في كأس الأمم 2006 لأنني نسيتها "وميدو" أيضا ندم عليها.. والعلاقة بيني وبين ميدو هي علاقة الأب بابنه.
* لماذا تشهد العلاقة بينك وبين الإعلام بعض التوتر بين الحين والآخر؟
** التوتر لا يأتي من ناحيتي فأنا لا أحب الظهور عمال علي بطال في الإعلام مع احترامي للرسالة الإعلامية والنقد البناء.. وأحب أن أظهر في الوقت المناسب وأقول الكلام المناسب.. والصحفيون والقنوات الفضائية يريدون أخبارا بصفة يومية وهو ما لا يمكن أن نوفره فعندما لا يكون هناك نشاط للمنتخب فإنه لا توجد أخبار.. ولذلك فإنني أرد علي الجميع عندما نبدأ العمل.. وأخصص فترات مفتوحة للإعلام أثناء المعسكرات.. لأننا نؤمن بأهمية الإعلام ودوره الوطني في مساندة المنتخب مثلما حدث في كأس الأمم 2006 و..2008 ولكنني لا أحب أبدا أن تؤخذ بعض الأمور من منظور شخصي ولذلك فإنني أري أن دور الإعلام في الفترة المقبلة مهم للغاية فمن أجل تحقيق الهدف الذي نحلم به جميعا وهو الوصول لنهائيات كأس العالم 2010
* ستشهد الشهور القادمة انتخابات مجلس جديد لاتحاد الكرة في الوقت الذي ستكون فيه تصفيات كأس العالم مستمرة.. كيف سيتم التعامل مع مثل هذه القضية؟
* نحن مرتبطون بعقد حتي ..2010 ومطالبون بالوصول لكأس العالم.. وموضوع الانتخابات لن يؤثر علينا من قريب أو بعيد لأننا سنركز في مهمتنا.. واعتقد أن الانتخابات ستمر في هدوء.. لأن المجلس الحالي بقيادة الكابتن سمير زاهر حقق نجاحات كبيرة.. وكانت للغالبية في هذا المجلس وقفات رائعة مع المنتخب واعتقد أن المجلس الجديد ستكون له أيضا مساندة أكبر.

بارب ياشحاته