لعل اهم مايميز هذه السيدة العظيمة
هو عقلها النير وذكائها الحاد ودورها الفعال في خدمة الإسلام
لقد كانت (رضي الله عنها) من أبرع الناس في القرآن والحديث و الفقه
فقد قال عنها عروة بن الزبير:. ( ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام
ولا بشعر ولا بحديث عرب ولا بنسب من عائشة)
وكانت كانت أكثر النساء حباً لدى النبي عليه السلام
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً
وهي بنت ست سنوات ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة
وهي بنت تسع سنوات ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها
ومما اشتهرت به عائشة رضي الله عنها غيرتها الشديدة على النبي
التي كانت دليلاً صادقاً وبرهاناً ساطعاً على شدّة محبّتها له
وقد عبّرت عن ذلك بقولها له : " وما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟ "
كانت رضي الله عنها صوّامة قوّامة تُكثر من أفعال البرّ ووجوه الخير
وقلّما كان يبقى عندها شيءٌ من المال لكثرة بذلها وعطائها
حتى إنها تصدّقت ذات مرّة بمائة ألف درهم ، لم تُبق منها شيئاً
وعلى الرغم من صغر سنّها إلا أنها كانت ذكيّةً سريعة التعلّم
ولذلك استوعبت الكثير من علوم النبي - صلى الله عليه وسلم – حتى أصبحت
من أكثر النساء روايةً للحديث ولا يوجد امرأة أعلم منها بدين الإسلام
ابتليت رضي الله عنها بحادث الإفك الذي اتهمت فيه بعرضها من قبل المنافقين
وكان بلاءً عظيماً لها ولزوجها ، وأهلها ، حتى فرجه الله بإنزال براءتها من السماء
قال تعالى: { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم
بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي توَلى كبره منهم
له عذاب عظيم . لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا
وقالوا هذا إفك مبين }وتقول رضي الله عنها عن نفسها :. (فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه
وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)
ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)،واستأذن النبي صلى الله عليه و سلم نساءه في مرضه
قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن
فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة
قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي )
توفيت السيدة عائشة (رضي الله عنها) وهي في السادسة و الستين من عمرها
بعد أن تركت أعمق الأثر في الحياة الفقهية و الاجتماعية والسياسية للمسلمين.
وحفظت لهم بضعة آلاف من صحيح الحديث عن الرسول
لقد عاشت السيدة بعد رسول الله لتصحيح رأي الناس في المرأة العربية
فقد جمعت (رضي الله عنها) بين جميع جوانب العلوم الإسلامية
فهي السيدة المفسرة العالمة المحدثة الفقيهةفهي التي
قال عنها رسول الله:.أن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، فكأنها فضلت على النساء
رضي الله عنها وارضاها وعلى جميع أمهات المؤمنين
*********baby girl*********
ومن منا لايعرف شيخ المجاهدين
ذلك المجاهد العظيم الذي وقف في وجه الاحتلال
وقد ولد الشيخ في قبيلة المنفة
ثم سافر للجغبوب ومكث هناك 8 سنوات
وقد جعلته صفاته وحسن أخلاقه محبوبا لدى شيوخ السنوسية
شارك عمر المختار في صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية
في المناطق الجنوبية وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً
ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلك) ليقضي فترة من حياته معلماً
ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية
عاش عمر المختار حرب التحرير و الجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم
فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا وبدأت البارجات الحربية
بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي
وعندما علم بالغزو الإيطالي سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين
حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد
وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م
أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي
وشارك في معارك عديدة ضد الايطالين عند احتلالهم لليبيا
دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد
وتوصلت إلى تعيين غرسياني وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية
ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ
في وحشيتها وفظاعتها وعنفها
وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها غرسياني في كتابه "برقة المهدأة":
- قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر.
- إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م.
- فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة.
- تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة البيضاء والمقرون
وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الإعتقال والنفي والتشريد.
- العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة
في معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت
من الشيخ عمر المختار نظارته وعندما وجدها أحد الجنود
فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".
وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار
يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه
عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره
واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدو
فأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق
ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته
فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه
فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي
حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش
ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم
من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم
كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً
وحين طلب قائد المحتلون ( غراتسياني ) من الشيخ المثول أمامه
جرى بينهم الحوار الاتي:.
غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟
أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.
غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟
فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون
أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه في كم يوم يمكنك
إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.
فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ وبدون جدوى
نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح
عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي
ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م
وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت
وقد تم إعدامه في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 1931
واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي
وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر
وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد
وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء
فوضع حبل المشنقة في عنقه وقيل عن بعض الناس الذين كان على
مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة
والبعض قال انه تمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة
إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية
وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها
لينتهي فصل رائع من فصول البطولة في تلك الفترة